-A +A
«عكاظ» (جدة)

أوضح أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين الأغا، أن مواجهة "السكري 2" لا تتوقف على التوعية فقط، بل لا بد أن يقابلها إرادة وعزيمة قويتان من أفراد المجتمع بخطورة العوامل المسببة للمرض، وهي: السمنة نتيجة النمط الغذائي غير الصحي، عدم ممارسة الرياضة، عدم أخذ التوعية الصحية والبرامج الوقائية محمل الجد.

الغذاء وزيادة البدانة

وقال لـ«عكاظ»: "داء السكري 2" انتشر بشكل لافت للنظر في مجتمعات العالم ومنه مجتمعنا السعودي، لأنه للأسف هناك تهاون وتساهل بالكثير من الأمور الصحية التي تمهد لاكتساب المرض وتحديداً زيادة البدانة والسمنة نتيجة النمط الغذائي الذي يعتمد كثيراً على الوجبات السريعة وأطعمة الدهون وزيادة تناول المشروبات الغازية وعدم ممارسة الرياضة، وبالتالي ارتفعت كميات الغذاء في مقابل تراجع معدل حرقه.

تركيز منخفض للإنسولين

وعن تسمية السكري 2 بالنمط الثاني للمرض مضى البروفيسور الأغا قائلًا: سمي السكري نمط 2 في الماضي بأسماء عديدة، مثل السكري غير المعتمد على الأنسولين، السكري نمط 2 والسكري لدى البالغين، إذ يكون المريض بالسكري نمط 2 لا يزال يملك إفرازاً معيناً للإنسولين، ولكن هذه التركيزات المنخفضة للأنسولين غير قادرة على التغلب على مقاومة الإنسولين النموذجية لهؤلاء المرضى، وهذه المجموعة من مرض السكري في الواقع تشمل مجموعة واسعة من العيوب، بدءاً بحالة أولية تسيطر فيها مقاومة الإنسولين، وصولاً لحالة متقدمة أكثر لخلل خطر بإفراز الإنسولين.

أطعمة الدهون والسعرات

وحول العوامل التي تمهد لإصابة الأطفال بالسمنة الممهدة للسكري قال: تلعب عادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث البدانة المفرطة على سبيل المثال أكله لكميات مفرطة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من الأطعمة الصحية والأكل أثناء مشاهدة التلفزيون، وخدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل قد جعلت الأمر أسوأ لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة غير الصحية، انتشار استخدام حليب البودرة بديلاً عن الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم في العام الأول من عمر الطفل، إلغاء عادة الفطور يومياً بسبب ضيق الوقت قبل المدرسة والأكل غير المنتظم كماً ونوعاً أي استبدال الوجبات الثلاث بأخرى عديدة متفرقة خلال النهار والتي لا تحتوي على مكونات مغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكر.

طرق تفادي السكري2

وعن كيفية تفادي التعرض للسكري 2 خلص البروفيسور الأغا إلى القول: تتمثل أهم طرق الوقاية للحد من سمنة الأطفال في محاور عدة، وهي: تنفيذ برامج توعوية عن طريق الإعلام عن الغذاء الصحي ودور الرياضة في الوقاية والعلاج، وتقديم الغذاء الصحي بعيداً عن المشروبات الغازية «استبدالها بشرب الماء» وتجنب الوجبات السريعة وجميع أنواع الحلويات والشوكولاته، الإكثار من الخضار والفاكهة والبروتينات، استخدام الدهون النباتية أو غير المشبعة في تحضير الطعام، التقليل من النشويات والسكريات العالية السعرات، تجنب المقالي واستبدالها بالمسلوق والمشوي والابتعاد عن الأكل بين الوجبات الرئيسة، اعتماد برامج توعية وتثقيف من شأنها تشجيع الأطفال على اتباع أنماط صحية للتغذية، تشجيع الأمهات على إرضاع أطفالهن إذ ثبت أن الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم أكثر قابلية على التحكم بأوزانهم، وينصح بتناول الوجبات الصحية مثل الفواكه والخضراوات الطازجة والعصائر الطازجة والزبادي والجبن قليل الدسم، تفادي تناول شرائح البطاطس فهي ضارة، عدم استخدام الطعام مكافأةً «أحياناً يستخدم الآباء الحلوى كوسيلة لمكافأة الأطفال»، تجنب وصفات الحمية العشوائية والتجارية التي قد تؤدي إلى نقصان سريع في الوزن فهي تسبب مضاعفات صحية خطيرة كنقص في بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم وكذلك تؤدي إلى استعادة الوزن المفقود لاحقاً، وعلى الأسرة تشجيع الأطفال على تناول النشويات والألياف واستهلاك البروتين من مصدر نباتي وحيواني، من العوامل المساعدة لتجنب البدانة وضع جدول صارم ومحدد لأوقات الطعام وتعليم الطفل على مضغ الأكل ببطء وعدم تناوله أمام التلفزيون وتشجيعه على ممارسة الرياضة، والتقليل من شرب عصائر الفاكهة المعلبة وإن خلت من السكر.